هو جهاز على شكل اسطوانة قطرها أقل من 1 سم، في نهايتها عدسة صغيرة جداً، ومصدر للضوء وفتحة يتم إدخال الأدوات الجراحية منها. يتم إدخال المنظار للفقرة المحددة، وبسبب وجود عدسة المنظار داخل ظهر المريض فإن الصورة التي يراها الجراح على الشاشة تكون في غاية الوضوح ومكبرة عدة مرات، مما يزيد من كفاءة عمليات العمود الفقري وأمانها. كما أن تموضع العدسة بزاوية يسمح برؤية كافة الأماكن المطلوبة بشكل فعال وآمن لا توفره أية تقنية أخرى. يتم أثناء العملية ضخ عدة لترات من المحاليل المعقمة لتوضيح الرؤية ووقف النزف (صورة1).

حتى يتمكن الجراح من إجراء العملية ورؤية الأنسجة، يضطر لعمل جرح كبير قد يتجاوز 15-20 سم في كثير من الحالات، وهذا يعني فصل (قطع) عضلات الظهر مع أوتارها عن الفقرات، مما يتلف ترويتها الدموية والعصبية، وهذا يزيد من النزيف أثناء العملية ويسبب آلاماً شديدة بعدها، ويؤخر عودة المريض لحياته اليومية وعمله. يعتمد التداخل الجراحي المحدود على عمل فتحة صغيرة في الجلد، يتم من خلالها توسيع العضلات باستخدام اسطوانات خاصة واستخدام الميكروسكوب الجراحي لإجراء العملية من خلال الاسطوانة.

يستفيد هؤلاء المرضى بشكل كبير جداً من الجراحة بالتداخل المحدود، حيث تتم عملياتهم بنفس الطريقة كالمرضى الآخرين، أما بالطرق التقليدية فيضطر الجراح لعمل جرح كبير جداً ليتمكن من إجراء العملية، وما يصاحب ذلك من ارتفاع نسبة الإلتهابات والنزيف وآلام بعد العملية.

تستفيد هذه الفئه وبشكل كبير أيضاً من الجراحة بالتداخل المحدود، حيث أن الجروح الصغيرة وآلامها الخفيفة تساعدهم على المشي والحركة بعد العملية، وبالتالي مغادرة المستشفى بأقل فترة ممكنة، وتجنبهم احتمالية الإصابة بالتهابات المستشفيات ومضاعفاتها الخطيرة. بنفس الأهمية, يمكن بالتداخل المحدود تجنب النزيف المصاحب للعمليات التقليدية وخطورته خصوصاً في هذه الفئة العمرية.

من المعروف أن السكري يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات الجروح بعد العملية، في التداخل المحدود تقل هذه النسبة بسبب صغر حجم الجرح والحفاظ على الأنسجة.

ببساطة هو قرص أو وسادة موجودة بين الفقرات، وتتكون من حلقة خارجية من الألياف القوية بداخلها نسيج غضروفي (النواة اللبية). وظيفة الديسك هي تسهيل حركة العمود الفقري وتوزيع الضغط والوزن بين الفقرات. فالديسك إذاً جزء طبيعي من أجسامنا وليس حالة مرضية!

يحدث أحياناً –ولأسباب وراثية- أن تنفتح حلقة الألياف الخارجية ويخرج الغضروف من مكانه ليضغط على أحد جذور الأعصاب أو الحبل الشوكي خلف الفقرة، وهذا هو فعلاً “إنزلاق الغضروف” أو انفتاق النواة اللبية، والذي يسميه العامة بالديسك أو عرق النسا، يعاني المريض في هذه الحالة من آلام وخدران وشدّ في إحدى الساقين أو كليهما، مع أو بدون آلام في الظهر.

على العكس تماماً! فمعظم مرضى الإنزلاق الغضروفي الحاد تخف أعراضهم وتختفي تلقائياً بدون جراحة في 80% من الحالات! وذلك خلال الأسابيع الستة الأولى من بداية الأعراض. إذا استمرت الأعراض أكثر من ستة أسابيع، وهذا يحدث في 20% فقط من المرضى. فعلى الأغلب أن تستمر الآلام لتصبح مزمنة، وعادة يحتاج هؤلاء المرضى لتداخل جراحي محدود.  

إضافة للإرشاد والأدوية المسكنة والتركيز على الحركة والمشي، خلافاً لما هو سائد، يمكن تخفيف الألم والخدران عن طريق إعطاء المريض إبرة جذر العصب. 

هذه المضاعفات تصاحب إعطاء الكورتيزون بالفم أو البخاخ لمدة طويلة، أما حقن الكورتيزون في المفاصل أو حول العصب فليس له هذه المضار.

 

يتحسن حوالي 60% من المرضى لمدة 3 شهور فأكثر -بإذن الله- وهنا أؤكد أن الإبرة ليست بديلاً للعملية، وأنصح بالإبرة فقط للمرضى في بداية الأعراض.

بلا شك أنصحهم بعملية إزالة الديسك بالتداخل المحدود لسهولتها، ولكونها حلاً جذرياً للألم ونسبة نجاحها العالية وإمكانية إجرائها كحالة يومية.

يمشي معظم المرضى خلال ساعتين بعد العملية بإذن الله، ويغادر المريض المشفى خلال 6 ساعات.

يعود معظم المرضى لعملهم خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

يتم تحديد تكاليف العمليات فقط بعد مراجعة الحالة والصور الضرورية، عموما تكلفة عمليات المنظار منافسة لتكلفة العمليات التقليدية.